هذه قصة واقعيه حدثت في جدة- هذا ماقيل لي-..تدور أحداثها حول احدى الطالبات المتميزات التي لاحظت احدى زميلاتها
أن هناك سر بينها
وبين
دكتور المادة!!
الجميع منشغل إلاهي ....ناديه تحدث أمل ,وهند تتخذ لشفتيها لونا بأحمر الشفاة ......وساميه ترسم بعض الخطوط في كشكولها ...وهي ....مافتئ لسانها يردد ذكر الرحمن ........ثم فتحت كشكولها ودونت أعلى الصفحة .......أدب أندلسي المحاضرة الأولى ...الدكتور .......إلتفتت إلي بحكم أنني أقربهن وقالت بإبتسامه هادئه :"وفاء أتعرفين اسم دكتور المادة ؟"
فقلت :"نعم الدكتور ..(سليم ),ولكن قبل يومان ,سمعت رئيسة القسم تتحدث بالهاتف عن إعتذار الدكتور (سليم )وندب أستاذمن كلية الآداب في جامة الملك سعود لايحمل إلا الماجستير ,يقال أن اسمه عدنان "
غيمه سوداء اظلت وجه رنيم ,أثناء حديثي معها وتابعت بإبتسامه ذات مغزى :"مازال البحث جاريا لمعرفة المزيد"
شئ ما فاجأها , فعلقت عيناها بالسقف ....ولم أشأ إفساد هواجسها فتركتها وعدت إلى فضولي أراقب الطالبات ..وفي مكمن سري أفكر فيها ....دائما في صمت وإن تحدثت فبكلمات قليلة العدد عميقة المعنى ,تملك المقدرة في إيصال أفكارها لسامع بصورة واضحة تماما ..فنادرا ما تجلس في مجموعة ..فأغلب وقتها تقضيه في المكتبة ..,مهتمة بالتاريخ ,ومع ذلك فهي في قسم اللغة العربية ...كل ماتعرفه عنه أنها وحيده أبيها الذي لاتراه إلا في عطلة الأسبوع لإنشغاله في إدارة الميناء ,اعتمدت على نفسها منذ صغرها فلديها من الثقة مايكفيها ....فقت من أفكاري على سؤالها :
_"أهو مواطن أم متعاقد"
لم أعي ماتعني فسألتها
_"من تعنين ؟"
فقالت بشئ من الجديه :"الأستاذ , أستاذ المادة!""
فأجبتها بشئ من الغباء:" أتقصدين الأستاذ عدنان"
هزت رأسها موافقة....فقلت:"بل مواطن ,ومن هذه المدينه أيضا ...أخ ناديه يعرفه في الجامعة "
زمت شفتيها , وعادت ..سحابة السواد من جديد على وجهها ...
غريب أمرها لأول مرة مذ عرفتها تنقلب بشرتها إلى هذا اللون وماذا دهاها ؟وحقيقة لاأستطيع سؤالها ...فلم يظهر أمامي أمر بين ,ولأنها تجيب مجازا عن مالا تريد التصريح به .
أنتبهت على صوت يخرج من سماعات في الحائط ...دليل على أن الأستاذ يستعد لبداية المحاضرة ....فهرعت الطالبات لفتح الشاشات وتجمهرهن حولها,بينما هي أدارت بكرسيها إلى الجهه المقابلة وجلست مقابلة الحائط ...وكماهي عادتي سحبت كرسي نحوها وجلست قبالها بحيث يتسنى لي رؤية الشبكة فهي في ظني تساعدني على سرعة التلقي ...وكذلك لمساعدة رنيم فيما تريد رؤيته.
.........وأخيرا خرجت صورة الأستاذ على الشاشة ,وصاحب ذلك صراخ الإعجاب من قبل الطالبات ,...بالرغم مني رنت مني إلتفاته إلى الشاشة ,لتقع عيني على رجل منحه الله جمالا..كاملا..,وجهه كالبدر يتدلى على جبينه بعض من خصلات شعره, ونظاره بيضاء تسدي إليه وقارا.
تمتمت بانبهار ...."ياللروعة"...التفتت رنيم إلي بغضب وقالت :"حتى أنت ياوفاء!!"
خجلت , حاولت أن أنقذ نفسي من الموقف فسألتها:
_"أيوجد في المكتبة مراجع للمادة ؟"
فقالت بعد ان أخرجت ورقة عليها أسماء كتب كثيرة, وتابعت :
_"حتى المصادر موجودة بكثرة"
فقلت :"جيد."....
وقبل أن أكمل ...ارتفع صوت الأستاذ مرحبا بالطالبات ,ومهنئا بالعام الدراسي الجديد,وبدأ يعرف عن نفسه :
_"عدنان أحمد ماجستير بالأدب الأندلسي ......"رنا مني التفاته إلى رنيم فدهشت حين رأيت أصابعها تشد القبضة على ذراعي....!!!
واصل الأستاذ حديثه بقوله :
_"تهمني القراءة الخارجية وسعة الإطلاع , ولاتتوقع طالبة أن تنال درجة الإمتياز إلا بعد جهد بذلته "وهمست الطالبة بقولها :
_"يكفي أن نرى طلعتك ياأستاذ "
فالتفتت رنيم إلى الطالبة وهي ترمقها بنظرة عتاب صادق ,ثم تعود أدراجها حيث الكشكول والقلم ...واستمر الأستاذ في حديثه عن طريقته في التدريس وماذا يريد , وماذا لايريد, وتستمر رنيم بشد القبض على القلم ,ثم يتبعها ورقه المراجع التي عصرتها_ بين يديها_
عصرا....وتنتهي حالة الأرتباك بأن انتصبت واقفة, واستأذنت من المشرفة وخرجت....
...أغلب الطالبات دهشن كما دهشت لتصرفها ,أكاد أعدها على أصابع اليد المرات التي تخرج منها رنيم من المحاضرات .....ترددت ..أأخرج وأتبعها؟..أم ..أبقى ؟....وإذا خرجت ماذا أقول لها؟.....لماذا خرجت ؟ ولماذا تقبضين على القلم بشدة ؟...لعلة من الأفضل البقاء.
الأستاذ مازال يتحدث ويطنب في القول على طريقته :
_"على كل طالبة أن تستعد في كل محاضرة لسؤالها عن المحاضرة السابقة ,وسوف تخصص عشر درجات لذلك , فلا أقل من مرجعين , ويكتفى بمصدر واحد "
يقلب الأستاذ أوراقه ويتابع :
_"هل من سؤال فيما سبق "
يسود الصمت ويعلو الضحك في احدى أنحاء القاعة من مجموعة طالبات أطلقن على أنفسهن "طوف الحمامة "
ويصاحب ذلك الضحك أن يتقاذفن بقصاصة من الورق ....دفعني الفضول لمعرفة مابها....ولعل الله فقذفت بقدرته إلي ,وأخفيتها بسرعة البرق بين أوراقي
ونهضت أحدى الطالبات وسألت الأستاذ إن كان هناك نصوص أم يكتفى بدراسة الأدب , فأجاب الأستاذ :
_"لايمكن أن يتجسد لنا مستوى الأدب إلا بدراسة النصوص , فالنصوص هي الروح التي تبعث الحياة في جسم الأدب "
وفي أثناْ ذلك ولجت رنيم بهدوء وسكينه إلى القاعة ,فصمت الأستاذ عن الكلام قليلا وقال حانقا:
_"أيتها المشرفة مااسم هذه الطالبة المستهترة التي لم تهتم بموعد المحاضرة وتعاقب فتكون عبرة لغيرها....."
وكانت رنيم قد توقفت عن المشي تسمع حديث الأستاذ وحينما إنتهى التفتت نحو المشرفة راجيه ,فأشارت المشرفة بيدها مطمئنه ,وتوجهت إلى أقرب سماعة وقالت :
_"نعم أستاذ , أنا المشرفة "
فقال وهو مازال غاضبا:
_"كيف تسمحين لطالبة أن تدخل إلى المحاضرة متأخرة ..ألست مسئولة عن أنتظام الطالبات قبل بدء المحاضرة"
فأجابت المشرفة بأدب:
_"عفوا أستاذ , فهذه الطالبة مستأذنه قبل قليل وها هي عادت "
ألجمته الإجابة,صمت قليلا هدأت ثورته وقال :
_"حسنا نكمل المحاضرة "
عادت رنيم على كرسيها وجلست ,أسندت رأسها على يديها بعد أن أقامتها على الطاولة , ثم مسحت وجهها براحتيها ,اسندت ظهرها إلى الكرسي , أخرجت تنهدا ساخنا ثم علقت نظرها إلى السقف ....وكل ذلك وأناأراقبها , والأستاذمازال منهمك في مقدمته .
وحينما شارفت المحاضرة على النهاية القى الأستاذ قنبلة بقوله:
_"........وبالنسبة للإمتحان الفصلي فنصف الدرجة تمتحن شفهي ....والذي يعتمد طريقة إلقاء النص شعري أو نثري وبعض الأسئلةالعامه عن المادة , والنصف الآخر امتحان تحريري والذي يعتمد على صياغة الأساليب الأدبية وجودة الخط علاوة على إتقان المادة العلمية"
فعلت الضجة في أنحاء القاعة أستنكارا لحديث الأستاذ , والكل يشجب ..ويرفض طلب الأستاذ ,لكن لم تتقدم أي طالبة واستمر الحال لمدة خمس دقائق ...فطفح كيل الأستاذ وطلب أن تتقدم احدى الطالبات لتخبره بالأمر الجلل, الذي وقع في القاعة فأحدث ماأحدث ...فتقدمت أسماء _قائدة الفرقة _وقالت:
_"لوسمحت أستاذ "
_"نعم"
_"ماتطلبه ليس بمنصف"
فأمال رأسه قليلا مع ابتسامة لاتخلو من بعض التهكم وقال:
_"أولا مااسمك؟"
_"اسمي .., اسمي .. أسماء "
فقال الأستاذ بسخرية واضحة :
_"ومن هو الذي ليس بمنصف ياأفعال ...عفوا يااسماء "
عند ذلك أرتفع صوت الضحك من الطالبات.
من كلامه هذا أحسست أنه يريد أن يضعف من موقف أسماء الهجومي ..صدق حسي ...فقد أجابت بتردد وكانت من قبل تحاور الأساتذة في اللقاءات العلمية :
_"أنت..حضرتك قلت ..قد ذكرت الأسلوب والإلقاء ,نعم الأسلوب , فقد اشترطت ذلك وأغلب الطالبات إن لم يكن جميعهن لا يملكن ماطلبت ,.....ثم...ثم أين مراعاة الفروق الفردية بين الطالبات ..كذلك جودة الخط الذي هو قدرة لا يملكها الكثير..."_تنفست قليلا _ثم أكملت"والطريقة ليست معهودة على الطالبات من قبل الأساتذة .....هذا ما أود قوله
ثم صمتت لتمسح جبينها .
وكانت رنيم قد التفتت تاحية أسماء تنظر وتتابع حديثها ..وتمخص الجبل وتنحنح....وقال:
_"أولا :اللغة العربية عموما والأدب خصوصا ,تحتم على دراسها أن يتقنها تحدثا ,وإلقاءا, وتزداد روعة إن زينت بدرر من الأساليب الأدبية الغير متكلف فيها ,فيظهر روعتها وقوتها ومكانتها ....وبالنسبة للفروق الفرديه ,فأنا مراعيها ,فلم أشترط فقط المادة العلمية ’ أو الأسلوب أو الخط لكنني طلبتها جميعا , حتى الإمتحان نصفه تحريري ...ونصفه شفهي ....وذلك مراعاة للفروق الفردية ..
ثانيا:ماذكر عن الطريقة المعهودة فأعتقد أن كل أستاذ له طريقته الخاصة به ,وهو الذي يحددها ..وليس غيره...أستوعبتي ماأقول....!!!
............انخرست أسماء...ولم تعي جوابا ..وكأن أمرا ما كبل فمها .
إرتفعت عيني نحو الشاشة ...لأجد الأستاذ مبتسما إبتسامة ...فاترة محشوة بجمهور من السخرية ...ثم أستأذن وخرج ....,مع خروجه ...ارتفع صوت الطالبات تعليقا على كلام الأستاذمكونات ...زرافات ..ووحدانا الكل ساخط من الأستاذ بسخرية وبين الفينه والأخرى يعلو صوت أسماء محتجة على طريقته وتتساءل عن ذلك الأسلوب الذي يريده أن تنتهجه في الأمتحان ويبلغ منها الغضب مبلغه فتنطلق كلماتها النارية قائلة :
_"سأقدم بشكوى للعميدة , وعليكن أن توقعن عليها مفهوم "
ويرتفع هتاف الطالبات حولها متجمهرات بالموافقة –وكنت ماأزال جالسة بجانب رنيم أتابع معها الأحداث ...التفت إليها وسالتها:
_"مارأيك بما حدث "
رفعت نظرها إلى الأعلى –كما يحدث دائما عندماتفكر – وقالت:
_"لعله من الأفضل التريث "
وحينما هممت أن أحاورها أقبلت أسماء ناحية رنيم مع حاشيتها وقالت:
_" وأنت يارنيم موكل إليك صياغة أسلوب الشكوى نريدها بأسرع وقت ممكن حتى يتسنى تبديلة بأستاذ آخر"
وبكلمات هادئة قالت رنيم :
_"أسماء هل لي أن أتكلم "
_"تفضلي "
_"بشرط أن تهدئي من ثورتك قليلا ولا تقاطعيني "
_"لك هذا "
_"أولا اذكري الله "
_"لاإله إلا الله"
_"ثانيا: أرى التريث في أمر الشكوى ..."
_" إلا الشكوى ..."
_"أسماء ألم تعدينني !!!"
_"المعذرة أكملي "
_"أقول من الأفضل التريث في الشكوى لثلاث أسباب :
الأول :إنك لاتملكين ماتشكين به الأستاذ ,
الثاني :نجربه في التدريس فربما يكون حماس وسرعان ماينطفئ ..,
الثالث :لاأعتقد بوجود البديل إلا أستاذ عام بدليل إنتداب هذا الأستاذ من الجامعة فأرى التريث ,وسرعان ماتكشف لنا الحقائق ....وإن غدا لناظره لقريب.."
فتقول أسماء بصبر نافذ:
_"لكن سخريته لاذعة , ألم تسمعي عندما قال لي:ياأفعال ...فتجيبها رنيم ...
_"أسماء قدمي حسن الظن ,لاتتخبطين في سوئه , ثم إن هو يسخر ,أتقابلين السيئة بالسيئة..."
خفضت اسماء رأسها وزمت شفتيها وقالت:
_"حسنا لننظر ولنرى "
بعدها خرجت من القاعة تصحبني رنيم ومن خلفنا باقي المجموعة , والجميع صامت ...لعلهن يفكرن كما أفكر فيه .
ثم أنتهى اليوم الدراسي , وعدت إلى البيت ...وفي المساء تصفحت كشكولي , فوجدت قصاصة بين اوراقه فضضتها فكانت:
_"لوسمحت ياأستاذ ما نوعية الشامبو الذي تستعمله لشعرك.."!!!
تذكرت صباح اليوم ,سخافة الطالبات في محاضرة الأدب الأنلسي , ملكني الغضب وأمسك بتلابيبي واحسست أن الدم احتقن في وجهي تلاحقت انفاسي ,خنقتني عبرتي تساءلت بصوت مرتفع:
_"إلى هذا الحد من التفكير وصلت إليه طالبات كلية التربية "
تناولت سماعة الهاتف وطلبت رنيم فأجابتني بثثت لها حزني وشكيت لها همي ...وقلت:
_"رنيم هذا الوضع لايرضي عاقل إني أكرههن ...وأبغضهن ....اختنق عند دخولي للقاعة أرشديني ماذا أفعل ؟؟"
أجابت برنه لينه :
_"أخيتي وفاء احساسك بالضيق لهذا الوضع نفس احساسي وهو ليس بمستوى السنة الثالثة في الكلية ...لكن ذلك لايجعلنا نبغضهن ..بل نبغض العمل الذي يقمن به "
فقلت مندفعة :
_"إذا الأستاذ مواطن ,ويعرف بنات بلده , فما رأيك أن تطلبي منه بطريقة غير مباشرة أن لايظهرفي الشاشة111"
وكأنها ملدوغة قالت:
_"أنا ....مستحيل ......لاأستطيع أبدا..."
_"وما المانع !!"
قالت:
_"لاأريد أن أحدثه أبدا "
تفاجأت من كلامها ورددت على أسماعها :
_"لاأريد أن أحدثة أبدا! لماذا يارنيم ؟؟؟؟"
صمتت ثم قالت :
_"الذي أريد قوله ...أنه من الصعب القول للأستاذ يأن لايظهر صورته في الشاشه ,ثم ألا تذكرين قضية الدكتور عاصم , وكيف ذهب الطالبات إلى رئيسة القسم لتعاد الصورة .....
....وفاء ,,,القضية أكبر من ظهور الدكتور في الشاشة ,بل القضيه نفوس تحتاج إليصهر من الشوائب عالقة بها , تحتاج إلى بذرة صالحة ,لتخرج عناقيد الخير ,ولدي اقتراح عله يكون أنسب من اقتراحك "..قلت لها :
_"تفضلي "
قالت:_"أنعد نشرة فها حكم اطلاق البصر وفوائد غضه"
قلت :_"رائع ...رائع.....فكرة ممتازة يارنيم "
فقالت:_"....إذا ..الموعد غدا في المكتبة "
قلت مبتهجه:_"بإذن الله"
استأذنت وأغلقت الخط فرحت كثيرا , وبدأت أرسم في خيالي ردود فعل الطالبات وأستجابتهن للنشرة وكيف أنهن يستدرن على الخلف كما تفعل رنيم في بعض المحاضرات .
وهكذا جاشت في صدري أحلام الخير استمريت في نسج خيوط الخيال:
_"ماأروع رنيم وأفكارها ...أعتقد أنها وهبت القدرة على وضع الأمور في مواطنها وأكبر دليل فكرتها قبل قليل , إنها إنسانة رزينة وحكيمة ...وعاقلة....عاقلة....
لقد تذكرت شيئا اليوم تصرفاتها غريبة منها في محاضرة الأدب الأندلسي ....
ارتباكها قبل المحاضرة ..وأثنائها ...وحرجها ,ثم رفضها الشديد في محادثته ,مع أنها اعتادت على محادثة الأساتذة بجرآءة منضبطة ,ماسبق ينصب في قالب واحد...
لاأعرفه ,يضطرم في نفس رنيم ....
ياترى ماهو؟؟؟؟تكون متضايقة في أمر لاأعرفه.....
أم تشكو مرضا....يؤلمها ....
.........أوه .......ربما ظنون أتوه في دهاليزها وتشط بي بعيدا ...المشكلة انها لاتتكلم ...قد أكون فضولية ..نعم ..ولكن مبدأ راحة رنيم ..هو الأهم .."
وهكذا مرت الأيام تطوى سريعة..........ماعدا محاضرات الأدب الأندلسي.....
....فقد كان...الأستاذ ينادي بكل محاضرة مجموعة من الطالبات لسؤالهن عن المحاضرة السابقة..., أو قراءة النصوص ...وكنت عند بداية كل محاضرة يمتلكني الخوف , ويهز أعماقي , ليس بسبب المادة العلمية ......أو هول الموقف .., لكن الخوف منبعث ..منشخصية الأستاذ الساخرة ...., فأنا كأي طالبة ... لاأريد أن تمسني سخريته ..ويلدغني استهزاءه , وربما لذلك الإحترام والكبرياء الذي يلف ذاتي
......, والذي من طبيعتي ...الحمد لله ...سلم الله لم يستدعني ....ولكنه استدعى ...صديقتي ...رنيم...
ففي يوم من الأيام وكالعادة جلست رنيم في نهاية القاعة , وانا بجانبها ..حضر الأستاذ ..ثم قال :
_"تخرج رنيم عبد الله إن كانت موجودة "
يتبع
أن هناك سر بينها
وبين
دكتور المادة!!
الجميع منشغل إلاهي ....ناديه تحدث أمل ,وهند تتخذ لشفتيها لونا بأحمر الشفاة ......وساميه ترسم بعض الخطوط في كشكولها ...وهي ....مافتئ لسانها يردد ذكر الرحمن ........ثم فتحت كشكولها ودونت أعلى الصفحة .......أدب أندلسي المحاضرة الأولى ...الدكتور .......إلتفتت إلي بحكم أنني أقربهن وقالت بإبتسامه هادئه :"وفاء أتعرفين اسم دكتور المادة ؟"
فقلت :"نعم الدكتور ..(سليم ),ولكن قبل يومان ,سمعت رئيسة القسم تتحدث بالهاتف عن إعتذار الدكتور (سليم )وندب أستاذمن كلية الآداب في جامة الملك سعود لايحمل إلا الماجستير ,يقال أن اسمه عدنان "
غيمه سوداء اظلت وجه رنيم ,أثناء حديثي معها وتابعت بإبتسامه ذات مغزى :"مازال البحث جاريا لمعرفة المزيد"
شئ ما فاجأها , فعلقت عيناها بالسقف ....ولم أشأ إفساد هواجسها فتركتها وعدت إلى فضولي أراقب الطالبات ..وفي مكمن سري أفكر فيها ....دائما في صمت وإن تحدثت فبكلمات قليلة العدد عميقة المعنى ,تملك المقدرة في إيصال أفكارها لسامع بصورة واضحة تماما ..فنادرا ما تجلس في مجموعة ..فأغلب وقتها تقضيه في المكتبة ..,مهتمة بالتاريخ ,ومع ذلك فهي في قسم اللغة العربية ...كل ماتعرفه عنه أنها وحيده أبيها الذي لاتراه إلا في عطلة الأسبوع لإنشغاله في إدارة الميناء ,اعتمدت على نفسها منذ صغرها فلديها من الثقة مايكفيها ....فقت من أفكاري على سؤالها :
_"أهو مواطن أم متعاقد"
لم أعي ماتعني فسألتها
_"من تعنين ؟"
فقالت بشئ من الجديه :"الأستاذ , أستاذ المادة!""
فأجبتها بشئ من الغباء:" أتقصدين الأستاذ عدنان"
هزت رأسها موافقة....فقلت:"بل مواطن ,ومن هذه المدينه أيضا ...أخ ناديه يعرفه في الجامعة "
زمت شفتيها , وعادت ..سحابة السواد من جديد على وجهها ...
غريب أمرها لأول مرة مذ عرفتها تنقلب بشرتها إلى هذا اللون وماذا دهاها ؟وحقيقة لاأستطيع سؤالها ...فلم يظهر أمامي أمر بين ,ولأنها تجيب مجازا عن مالا تريد التصريح به .
أنتبهت على صوت يخرج من سماعات في الحائط ...دليل على أن الأستاذ يستعد لبداية المحاضرة ....فهرعت الطالبات لفتح الشاشات وتجمهرهن حولها,بينما هي أدارت بكرسيها إلى الجهه المقابلة وجلست مقابلة الحائط ...وكماهي عادتي سحبت كرسي نحوها وجلست قبالها بحيث يتسنى لي رؤية الشبكة فهي في ظني تساعدني على سرعة التلقي ...وكذلك لمساعدة رنيم فيما تريد رؤيته.
.........وأخيرا خرجت صورة الأستاذ على الشاشة ,وصاحب ذلك صراخ الإعجاب من قبل الطالبات ,...بالرغم مني رنت مني إلتفاته إلى الشاشة ,لتقع عيني على رجل منحه الله جمالا..كاملا..,وجهه كالبدر يتدلى على جبينه بعض من خصلات شعره, ونظاره بيضاء تسدي إليه وقارا.
تمتمت بانبهار ...."ياللروعة"...التفتت رنيم إلي بغضب وقالت :"حتى أنت ياوفاء!!"
خجلت , حاولت أن أنقذ نفسي من الموقف فسألتها:
_"أيوجد في المكتبة مراجع للمادة ؟"
فقالت بعد ان أخرجت ورقة عليها أسماء كتب كثيرة, وتابعت :
_"حتى المصادر موجودة بكثرة"
فقلت :"جيد."....
وقبل أن أكمل ...ارتفع صوت الأستاذ مرحبا بالطالبات ,ومهنئا بالعام الدراسي الجديد,وبدأ يعرف عن نفسه :
_"عدنان أحمد ماجستير بالأدب الأندلسي ......"رنا مني التفاته إلى رنيم فدهشت حين رأيت أصابعها تشد القبضة على ذراعي....!!!
واصل الأستاذ حديثه بقوله :
_"تهمني القراءة الخارجية وسعة الإطلاع , ولاتتوقع طالبة أن تنال درجة الإمتياز إلا بعد جهد بذلته "وهمست الطالبة بقولها :
_"يكفي أن نرى طلعتك ياأستاذ "
فالتفتت رنيم إلى الطالبة وهي ترمقها بنظرة عتاب صادق ,ثم تعود أدراجها حيث الكشكول والقلم ...واستمر الأستاذ في حديثه عن طريقته في التدريس وماذا يريد , وماذا لايريد, وتستمر رنيم بشد القبض على القلم ,ثم يتبعها ورقه المراجع التي عصرتها_ بين يديها_
عصرا....وتنتهي حالة الأرتباك بأن انتصبت واقفة, واستأذنت من المشرفة وخرجت....
...أغلب الطالبات دهشن كما دهشت لتصرفها ,أكاد أعدها على أصابع اليد المرات التي تخرج منها رنيم من المحاضرات .....ترددت ..أأخرج وأتبعها؟..أم ..أبقى ؟....وإذا خرجت ماذا أقول لها؟.....لماذا خرجت ؟ ولماذا تقبضين على القلم بشدة ؟...لعلة من الأفضل البقاء.
الأستاذ مازال يتحدث ويطنب في القول على طريقته :
_"على كل طالبة أن تستعد في كل محاضرة لسؤالها عن المحاضرة السابقة ,وسوف تخصص عشر درجات لذلك , فلا أقل من مرجعين , ويكتفى بمصدر واحد "
يقلب الأستاذ أوراقه ويتابع :
_"هل من سؤال فيما سبق "
يسود الصمت ويعلو الضحك في احدى أنحاء القاعة من مجموعة طالبات أطلقن على أنفسهن "طوف الحمامة "
ويصاحب ذلك الضحك أن يتقاذفن بقصاصة من الورق ....دفعني الفضول لمعرفة مابها....ولعل الله فقذفت بقدرته إلي ,وأخفيتها بسرعة البرق بين أوراقي
ونهضت أحدى الطالبات وسألت الأستاذ إن كان هناك نصوص أم يكتفى بدراسة الأدب , فأجاب الأستاذ :
_"لايمكن أن يتجسد لنا مستوى الأدب إلا بدراسة النصوص , فالنصوص هي الروح التي تبعث الحياة في جسم الأدب "
وفي أثناْ ذلك ولجت رنيم بهدوء وسكينه إلى القاعة ,فصمت الأستاذ عن الكلام قليلا وقال حانقا:
_"أيتها المشرفة مااسم هذه الطالبة المستهترة التي لم تهتم بموعد المحاضرة وتعاقب فتكون عبرة لغيرها....."
وكانت رنيم قد توقفت عن المشي تسمع حديث الأستاذ وحينما إنتهى التفتت نحو المشرفة راجيه ,فأشارت المشرفة بيدها مطمئنه ,وتوجهت إلى أقرب سماعة وقالت :
_"نعم أستاذ , أنا المشرفة "
فقال وهو مازال غاضبا:
_"كيف تسمحين لطالبة أن تدخل إلى المحاضرة متأخرة ..ألست مسئولة عن أنتظام الطالبات قبل بدء المحاضرة"
فأجابت المشرفة بأدب:
_"عفوا أستاذ , فهذه الطالبة مستأذنه قبل قليل وها هي عادت "
ألجمته الإجابة,صمت قليلا هدأت ثورته وقال :
_"حسنا نكمل المحاضرة "
عادت رنيم على كرسيها وجلست ,أسندت رأسها على يديها بعد أن أقامتها على الطاولة , ثم مسحت وجهها براحتيها ,اسندت ظهرها إلى الكرسي , أخرجت تنهدا ساخنا ثم علقت نظرها إلى السقف ....وكل ذلك وأناأراقبها , والأستاذمازال منهمك في مقدمته .
وحينما شارفت المحاضرة على النهاية القى الأستاذ قنبلة بقوله:
_"........وبالنسبة للإمتحان الفصلي فنصف الدرجة تمتحن شفهي ....والذي يعتمد طريقة إلقاء النص شعري أو نثري وبعض الأسئلةالعامه عن المادة , والنصف الآخر امتحان تحريري والذي يعتمد على صياغة الأساليب الأدبية وجودة الخط علاوة على إتقان المادة العلمية"
فعلت الضجة في أنحاء القاعة أستنكارا لحديث الأستاذ , والكل يشجب ..ويرفض طلب الأستاذ ,لكن لم تتقدم أي طالبة واستمر الحال لمدة خمس دقائق ...فطفح كيل الأستاذ وطلب أن تتقدم احدى الطالبات لتخبره بالأمر الجلل, الذي وقع في القاعة فأحدث ماأحدث ...فتقدمت أسماء _قائدة الفرقة _وقالت:
_"لوسمحت أستاذ "
_"نعم"
_"ماتطلبه ليس بمنصف"
فأمال رأسه قليلا مع ابتسامة لاتخلو من بعض التهكم وقال:
_"أولا مااسمك؟"
_"اسمي .., اسمي .. أسماء "
فقال الأستاذ بسخرية واضحة :
_"ومن هو الذي ليس بمنصف ياأفعال ...عفوا يااسماء "
عند ذلك أرتفع صوت الضحك من الطالبات.
من كلامه هذا أحسست أنه يريد أن يضعف من موقف أسماء الهجومي ..صدق حسي ...فقد أجابت بتردد وكانت من قبل تحاور الأساتذة في اللقاءات العلمية :
_"أنت..حضرتك قلت ..قد ذكرت الأسلوب والإلقاء ,نعم الأسلوب , فقد اشترطت ذلك وأغلب الطالبات إن لم يكن جميعهن لا يملكن ماطلبت ,.....ثم...ثم أين مراعاة الفروق الفردية بين الطالبات ..كذلك جودة الخط الذي هو قدرة لا يملكها الكثير..."_تنفست قليلا _ثم أكملت"والطريقة ليست معهودة على الطالبات من قبل الأساتذة .....هذا ما أود قوله
ثم صمتت لتمسح جبينها .
وكانت رنيم قد التفتت تاحية أسماء تنظر وتتابع حديثها ..وتمخص الجبل وتنحنح....وقال:
_"أولا :اللغة العربية عموما والأدب خصوصا ,تحتم على دراسها أن يتقنها تحدثا ,وإلقاءا, وتزداد روعة إن زينت بدرر من الأساليب الأدبية الغير متكلف فيها ,فيظهر روعتها وقوتها ومكانتها ....وبالنسبة للفروق الفرديه ,فأنا مراعيها ,فلم أشترط فقط المادة العلمية ’ أو الأسلوب أو الخط لكنني طلبتها جميعا , حتى الإمتحان نصفه تحريري ...ونصفه شفهي ....وذلك مراعاة للفروق الفردية ..
ثانيا:ماذكر عن الطريقة المعهودة فأعتقد أن كل أستاذ له طريقته الخاصة به ,وهو الذي يحددها ..وليس غيره...أستوعبتي ماأقول....!!!
............انخرست أسماء...ولم تعي جوابا ..وكأن أمرا ما كبل فمها .
إرتفعت عيني نحو الشاشة ...لأجد الأستاذ مبتسما إبتسامة ...فاترة محشوة بجمهور من السخرية ...ثم أستأذن وخرج ....,مع خروجه ...ارتفع صوت الطالبات تعليقا على كلام الأستاذمكونات ...زرافات ..ووحدانا الكل ساخط من الأستاذ بسخرية وبين الفينه والأخرى يعلو صوت أسماء محتجة على طريقته وتتساءل عن ذلك الأسلوب الذي يريده أن تنتهجه في الأمتحان ويبلغ منها الغضب مبلغه فتنطلق كلماتها النارية قائلة :
_"سأقدم بشكوى للعميدة , وعليكن أن توقعن عليها مفهوم "
ويرتفع هتاف الطالبات حولها متجمهرات بالموافقة –وكنت ماأزال جالسة بجانب رنيم أتابع معها الأحداث ...التفت إليها وسالتها:
_"مارأيك بما حدث "
رفعت نظرها إلى الأعلى –كما يحدث دائما عندماتفكر – وقالت:
_"لعله من الأفضل التريث "
وحينما هممت أن أحاورها أقبلت أسماء ناحية رنيم مع حاشيتها وقالت:
_" وأنت يارنيم موكل إليك صياغة أسلوب الشكوى نريدها بأسرع وقت ممكن حتى يتسنى تبديلة بأستاذ آخر"
وبكلمات هادئة قالت رنيم :
_"أسماء هل لي أن أتكلم "
_"تفضلي "
_"بشرط أن تهدئي من ثورتك قليلا ولا تقاطعيني "
_"لك هذا "
_"أولا اذكري الله "
_"لاإله إلا الله"
_"ثانيا: أرى التريث في أمر الشكوى ..."
_" إلا الشكوى ..."
_"أسماء ألم تعدينني !!!"
_"المعذرة أكملي "
_"أقول من الأفضل التريث في الشكوى لثلاث أسباب :
الأول :إنك لاتملكين ماتشكين به الأستاذ ,
الثاني :نجربه في التدريس فربما يكون حماس وسرعان ماينطفئ ..,
الثالث :لاأعتقد بوجود البديل إلا أستاذ عام بدليل إنتداب هذا الأستاذ من الجامعة فأرى التريث ,وسرعان ماتكشف لنا الحقائق ....وإن غدا لناظره لقريب.."
فتقول أسماء بصبر نافذ:
_"لكن سخريته لاذعة , ألم تسمعي عندما قال لي:ياأفعال ...فتجيبها رنيم ...
_"أسماء قدمي حسن الظن ,لاتتخبطين في سوئه , ثم إن هو يسخر ,أتقابلين السيئة بالسيئة..."
خفضت اسماء رأسها وزمت شفتيها وقالت:
_"حسنا لننظر ولنرى "
بعدها خرجت من القاعة تصحبني رنيم ومن خلفنا باقي المجموعة , والجميع صامت ...لعلهن يفكرن كما أفكر فيه .
ثم أنتهى اليوم الدراسي , وعدت إلى البيت ...وفي المساء تصفحت كشكولي , فوجدت قصاصة بين اوراقه فضضتها فكانت:
_"لوسمحت ياأستاذ ما نوعية الشامبو الذي تستعمله لشعرك.."!!!
تذكرت صباح اليوم ,سخافة الطالبات في محاضرة الأدب الأنلسي , ملكني الغضب وأمسك بتلابيبي واحسست أن الدم احتقن في وجهي تلاحقت انفاسي ,خنقتني عبرتي تساءلت بصوت مرتفع:
_"إلى هذا الحد من التفكير وصلت إليه طالبات كلية التربية "
تناولت سماعة الهاتف وطلبت رنيم فأجابتني بثثت لها حزني وشكيت لها همي ...وقلت:
_"رنيم هذا الوضع لايرضي عاقل إني أكرههن ...وأبغضهن ....اختنق عند دخولي للقاعة أرشديني ماذا أفعل ؟؟"
أجابت برنه لينه :
_"أخيتي وفاء احساسك بالضيق لهذا الوضع نفس احساسي وهو ليس بمستوى السنة الثالثة في الكلية ...لكن ذلك لايجعلنا نبغضهن ..بل نبغض العمل الذي يقمن به "
فقلت مندفعة :
_"إذا الأستاذ مواطن ,ويعرف بنات بلده , فما رأيك أن تطلبي منه بطريقة غير مباشرة أن لايظهرفي الشاشة111"
وكأنها ملدوغة قالت:
_"أنا ....مستحيل ......لاأستطيع أبدا..."
_"وما المانع !!"
قالت:
_"لاأريد أن أحدثه أبدا "
تفاجأت من كلامها ورددت على أسماعها :
_"لاأريد أن أحدثة أبدا! لماذا يارنيم ؟؟؟؟"
صمتت ثم قالت :
_"الذي أريد قوله ...أنه من الصعب القول للأستاذ يأن لايظهر صورته في الشاشه ,ثم ألا تذكرين قضية الدكتور عاصم , وكيف ذهب الطالبات إلى رئيسة القسم لتعاد الصورة .....
....وفاء ,,,القضية أكبر من ظهور الدكتور في الشاشة ,بل القضيه نفوس تحتاج إليصهر من الشوائب عالقة بها , تحتاج إلى بذرة صالحة ,لتخرج عناقيد الخير ,ولدي اقتراح عله يكون أنسب من اقتراحك "..قلت لها :
_"تفضلي "
قالت:_"أنعد نشرة فها حكم اطلاق البصر وفوائد غضه"
قلت :_"رائع ...رائع.....فكرة ممتازة يارنيم "
فقالت:_"....إذا ..الموعد غدا في المكتبة "
قلت مبتهجه:_"بإذن الله"
استأذنت وأغلقت الخط فرحت كثيرا , وبدأت أرسم في خيالي ردود فعل الطالبات وأستجابتهن للنشرة وكيف أنهن يستدرن على الخلف كما تفعل رنيم في بعض المحاضرات .
وهكذا جاشت في صدري أحلام الخير استمريت في نسج خيوط الخيال:
_"ماأروع رنيم وأفكارها ...أعتقد أنها وهبت القدرة على وضع الأمور في مواطنها وأكبر دليل فكرتها قبل قليل , إنها إنسانة رزينة وحكيمة ...وعاقلة....عاقلة....
لقد تذكرت شيئا اليوم تصرفاتها غريبة منها في محاضرة الأدب الأندلسي ....
ارتباكها قبل المحاضرة ..وأثنائها ...وحرجها ,ثم رفضها الشديد في محادثته ,مع أنها اعتادت على محادثة الأساتذة بجرآءة منضبطة ,ماسبق ينصب في قالب واحد...
لاأعرفه ,يضطرم في نفس رنيم ....
ياترى ماهو؟؟؟؟تكون متضايقة في أمر لاأعرفه.....
أم تشكو مرضا....يؤلمها ....
.........أوه .......ربما ظنون أتوه في دهاليزها وتشط بي بعيدا ...المشكلة انها لاتتكلم ...قد أكون فضولية ..نعم ..ولكن مبدأ راحة رنيم ..هو الأهم .."
وهكذا مرت الأيام تطوى سريعة..........ماعدا محاضرات الأدب الأندلسي.....
....فقد كان...الأستاذ ينادي بكل محاضرة مجموعة من الطالبات لسؤالهن عن المحاضرة السابقة..., أو قراءة النصوص ...وكنت عند بداية كل محاضرة يمتلكني الخوف , ويهز أعماقي , ليس بسبب المادة العلمية ......أو هول الموقف .., لكن الخوف منبعث ..منشخصية الأستاذ الساخرة ...., فأنا كأي طالبة ... لاأريد أن تمسني سخريته ..ويلدغني استهزاءه , وربما لذلك الإحترام والكبرياء الذي يلف ذاتي
......, والذي من طبيعتي ...الحمد لله ...سلم الله لم يستدعني ....ولكنه استدعى ...صديقتي ...رنيم...
ففي يوم من الأيام وكالعادة جلست رنيم في نهاية القاعة , وانا بجانبها ..حضر الأستاذ ..ثم قال :
_"تخرج رنيم عبد الله إن كانت موجودة "
يتبع
تعليق